وأفادت
وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا) أن ندوة "وحدة المذاهب ومستقبل العالم الإسلامي" عقدت بحضور ومشارکة أستاذ علم الإجتماع في جامعة سنغافورة الوطنیة "سید فرید عطاس"، والأستاذ المدرس لمادة الفلسفة بالجامعة الأهلية الاسلامية في ايران "بیجن عبدالکریمی"، والعضو فی اللجنة العلمیة في معهد العلوم الإنسانیة والدراسات الثقافیة في ايران "سید جواد میری" في مقرّ وكالة "إکنا" للأنباء القرآنية بالعاصمة طهران.
وأشار سيد فريد عطاس فی معرض ردّه علی سؤال عن أهم تحدي أمام العالم الإسلامی والسبیل نحو بلوغ الوحدة الإسلامیة الی الصراع السني ـ الشیعی القائم بالمنطقة وعلی مستوی العالم الإسلامي.
وقال ان التعایش السلمي الکامل أمر بعید المنال ولکن یمکن توقع تعایش سلمي الی جانب نوع من التعایش الممهّد لحیاة سهلة وان تعایش الشیعة والسنة فی مدینة کـ بغداد مثال علی ذلك لأن الشیعة هناك یبرزون الکثیر من الحب تجاه أهل البیت (ع) والتعایش هنا یعنی قبول ذلك من قبل أهل السنة بل الشعور بذلك.
وأضاف ان الشیعة والسنة فی باکستان ونیجیریا والعراق وأفغانستان وسوریا والیمن لدیهم الکثیر من الخلافات وهناك قمع یمارس ضد الشیعة فی السعودیة ومالیزیا مثلا کما هناك دول سنیة تتهم طهران بحظر بناء مساجد سنیة في طهران ومشهد وإصفهان.
وأکد ان في الجانب السني، السعودیة تعد الدولة الرئیسیة المعارضة لوحدة المسلمین وتعزز ذلك من خلال دعم الفکر السلفي الذی یطالب بعدم التعایش مع سائر المذاهب الإسلامیة وانا أعنی بذلك المؤسسات السعودیة التی تمارس تلك الرؤیة مع الشیعة والسنة.
وتحدث خلال الندوة، الخبیر الأکادیمی والعضو فی اللجنة العلمیة في معهد العلوم الإنسانیة والدراسات الثقافیة في ايران "سید جواد میری"، مبیناً ان إیجاد حل للوضع الراهن بحاجة أولاً الی الفهم الصحیح للوضع الذی نحن فیه وما کنا فیه مضیفاً ان في الحقیقة، الوحدة التی نتحدث عنها ونتهم الغرب أو الإستعمار بزعزعتها دلیل یکشف لنا اننا لیس لدینا صورة صحیحة عن أنفسنا وعن الوضع الذی کنا فیه.
وأردف موضحاً ان أکبر المعارك والحروب حدثت بین المسلمین أنفسهم وان الدول الإسلامیة لم تکن موحدة حتی قبل تواجد الغرب والإستعمار وأکد ان الوحدة التی نتحدث عنها من إنتاج الحداثة المعاصرة ولم تکن أموراً موجودةً في الماضی وخسرناها بسبب تدخل الإستعمار.
وإستطرد میری مبیناً ان الحدود الجغرافیة لم تفصل الحدود بین الدول الإسلامیة سابقاً وکان العالم الإسلامي لدیه وئام ثقافي ولکن بعد الحداثة تقسمت الدول وفق نوع تعاملها مع الحداثة ثم بعد هیمنة الفکر القومي الترکي والعربي والفارسي علی الدول الإسلامیة تقلص الإنسجام الثقافی بین الدول الی حد کبیر.
وفیما یخص کیفیة إنشاء الوحدة وتأسیسها علی مستوی الدول الإسلامیة، قال الأکادیمی والمفکر الأستاذ المدرس لمادة الفلسفة بالجامعة الأهلية الاسلامية في ايران "بیجن عبدالکریمی": ان هذا الأمر بحاجة الی فهم الواقع مبیناً ان الواقع لایمکن إنشاءه أو تکوینه إنما یجب ان نرى کما هو.
وأضاف ان الأمر الثانی الذی أعتقد انه یمهد الی تکوین الوحدة علی مستوی العالم الإسلامی هو اننا یجب أن نبدأ الوحدة من أنفسنا وما لم نحقق هذه الخطوة بنجاح تبقی دائماً علاجاتنا الوحدویة عقیمة.
وتطرق الی موضوع الإسلاموفوبیا، قائلاً: ان أتفق مع من یعتقد ان هناك فهماً خاطئاً عن الإسلام وان هناك صورة کاذبة ومجعولة عن الإسلام حصلت نتیجة الإستشراق الغربی ولکني أعتقد اننا قد زدنا النار حطباً.
وتسائل میری فی حدیثه للمرة الثانیة لماذا لیس لدی مفکري العالم الإسلامی رغبة في الحوار مجیباً بأن الوحدة الإسلامیة کانت إبداعاً سیاسیاً ومشروعاً سیاسیاً للعالم الإسلامی کان هناك من یری سبب ما یعانی منه العالم الإسلامی هو عدم وجود الوحدة السیاسیة.
http://iqna.ir/fa/news/3554454