ایکنا

IQNA

بين يدي سيدة نساء العالمين: الدلائل القرآنية

12:08 - March 04, 2017
رمز الخبر: 3463720
القطيف ـ إکنا: یكفي السيدة فاطمة الزهراء (ع) أنها النسمة الطاهرة التي خلقها الله عزّ وجلّ من نوره قبل أن يخلق نبينا آدم (ع)، وخص نشأتها بعالم الملكوت قبل عالم الملك فجعلها في حقّة تحت ساق العرش، طعامها التسبيح والتهليل والتحميد، وشاءت إرادته أن تكون بصورة حواء أنسية لم تستقر نطفتها في صلب أحد من البشر.
بين يدي سيدة نساء العالمين: الدلائل القرآنية
وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، ارتبط توقيت إخراج السيدة فاطمة الزهراء(ع) لعالم الشهادة بعروج سيد الأنبياء المرسلين محمد (ص) إلى السماء حينها استقرت في صلبه الطاهر، وأودعه في الرحم المطهر للسيدة الجليلة خديجة بنت خويلد(ع)، فكانت مصداقا جليا للأصلاب الطاهرة والأرحام المطهرة.

وتعتبر السيدة فاطمة الزهراء(ع) الملاك المتسامي على رجال ونساء الأولين والآخرين، ففاقت بفضائلها ومناقبها بني البشر بأنبيائهم ورسلهم، باستثناء أبيها النبي محمد (ص) وبعلها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع).

ومن الدلائل القرآنية الدالة على علو ومكانة السيدة فاطمة الزهراء(ع) عند الله أنها المرأة التي اصطفها لإبقاء سلالة أبيها محمد (ص) في هذا الوجود، وذلك حينما نعته كفار قريش بالأبتر بعد موت أولاده الثلاثة، حينها تكفل الله بالرد على افترائهم على نبيه الكريم، فقال عز وجل: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوثَرَ.

ولن تجد تفسيراً جلياً، وتأويلاً منسجماً مع سياق ودلالات الآيات الكريمات في تفسير معنى الكوثر في سورتها المباركة إلا تفسيراً وتأويلاً واحداً منحصرا في البضعة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع)، لأنها بحق ذلك الكوثر الذي ضمن استمرارية السلالة النبوية في هذا الوجود، وذلك في قوله عزَّ وجلَّ: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوثَرَ.

وأكبر مصداق على أن المراد بالكوثر في القرآن الكريم هو فاطمة الزهراء (ع) كونها الضمان الإلهي الذي ضمنه لنبيه لإبقاء سلالته في هذا الوجود عن طريق ابنيها الحسن والحسين(ع) المنسوبين له، بحيث كانا في منزلة الولدين لرسول الله (ص) عن طريق أمهما السيدة فاطمة الزهراء (ع).

ويعتبر الإمامان الحسن والحسين (ع) ولدين لرسول الله (ص)، وهذا مابينه القرآن الكريم، وَرد على كل مشكك بالقول أنهما ليسا ابنين له عن طريق أمهما السيدة فاطمة الزهراء (ع)، وهذا مايبدو جلياً في قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ،، وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ، فالآيات الكريمات نسبت نبي الله عيسى(ع) إلى سلالة نبي الله إبراهيم (ع) ولم يكن لنبي الله عيسى أب في الوجود، فيتضح أن نسبته لنبي الله إبراهيم (ع) جاء عن طريق أمه مريم بنت عمران(ع).

ومن الدلائل القرآنية الدالة على مكانة السيدة فاطمة الزهراء(ع) شهادة سورة الأحزِاب التي نطقت بطهارتها في قوله تعالى: إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهِيراً، وشمولها بآية المباهلة في سورة آل عمران في قوله تعالى: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُلْ تَعَالُوا نَدْعُ أَبنَاءَنَا وَأَبنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُم وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُم ثُمَّ نَبْتَهِلُ فَنَجْعَلُ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الكَاذِبِينَ.

ومن الدلائل القرآنية الدالة على مكانة السيدة فاطمة الزهراء(ع) سورة الإنسان وتحديداً في قصة الإطعام في قوله عزَّ وجلَّ: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً، وشملتها آيات الأبرار في قوله تعالى: إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً.

ومن الدلائل القرآنية الدالة على مكانة السيدة فاطمة الزهراء(ع) أنها من الصالحين الذين نعتهم الله بخير البرية في سورة البيِّنة في قوله عزَّ وجلَّ: إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّة، وهي المعروفة في السماء بالمنصورة وذلك في قول الله عزّ وجلّ: َيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ، والمعنى نصر فاطمة(ع) لمحبيها بشفاعتها لهم يوم القيامة.

ومن مفاخر السيدة فاطمة الزهراء(ع) تسميتها بفاطمة في السماء قبل الأرضين، لأن الله فطمها بالعلم، وعن الطمث، ومن الشر بالميثاق، وفطم الخلق عن معرفتها، وفَطم أعداؤها عن حبها، وفطم شيعتها من النار لمن لقي الله منهم بالتوحيد والإيمان والولاية لها ولبعلها وأبنائها المعصومين.

ومن كرامة السيدة فاطمة الزهراء (ع) عند الله عز وجل أن جعل لها تسعة أسماء عنده وهي: فاطمة، والصديقة، و المباركة، والطاهرة، و الزكية، و الراضية، والمرضية، والمحدثة، والزهراء، وعُرفت بأسماء وألقاب تضمنتها الأحاديث المعرِفة لشأنها وكذلك من زياراتها ومنها: الممتحنة، والشهيدة، والرضية، والفاضلة، والحوراء، والإنسية، والتقية، والنقية، والعليمة، والمظلومة، والمغصوبة، والبتول، والمختارة، والمصطفاة، والمنصورة، والكريمة عند الملأ الأعلى، ولها ألقابها المختصة بها دون غيرها وهي: سيدة نساء العالمين، سيدة نساء أهل الجنة، خير نساء الأمة، خير الحرائر.

ويعتبر التصريح القرآني من أقوى البراهين التي صرحت وأثبتت مخاطبة الملائكة لكثير من النساء ومنهن مريم بنت عمران (ع) في قوله تعالى: وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَامَرْيَمُ، ونقلت خطاب مريم (ع) حينما تَمثل إليها جبرائيل كبشر فقالت: قَالَتْ إِنِّي أَعُوذ ُبِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً، وأثبتت محاورة الملائكة لسارة زوجة النبي إبراهيم(ع) حينما حلوا ضيوفاً عند زوجها النبي إبراهيم(ع) وبشروها بحمل النبي يحيي(ع) في قوله تعالى: وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَت ْفَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ، ووثقت مخاطبة الله عن طريق ملائكته لأم موسى(ع) حينما خاطبها بقوله: وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمّ ِمُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ.

وإثبات القرآن الكريم مخاطبة الملائكة لنساء كمريم ولسارة وأم موسى (ع) دل على أنهن نسوة وصلن إلى منزلة عالية من الأيمان والتقوى بحيث لُقبن بالمحدَّثات التي مكنهن من مخاطبة الملائكة، ومن مخاطبة الملائكة لهن، فهل سيدة نساء العالمين وسيدة نساء الجنة فاطمة الزهراء(ع) أقلّ شأناً من مريم وسارة وأم موسى لتكون من أولئك المحدَّثات؟!!، فلا شك ولا ريب أنها أفضل المحدَّثات التي حدثتها وحدثت الملائكة من صنف غير الأنبياء.

ويعتبر الصدِّيق من الألقاب القرآنية التي أختص بها الأنبياء والصديقين، فالصدِّيق هو ذلك الإنسان الذي يعتقد بالحق ويؤمن به، ويعمل على ضوء تلك المعتقدات الحقة، فإذا قارنا بين تعريف الصدِّيق وبين مجمل أعمال الناس يظهر لنا بشكل جلي أن الصدّيقيِن عدد قليل ونادر في كل زمان ومكان، ولعل في بعض الأحيان قد لا نجد في بعض البلدان والأزمنة صدّيِق واحد، فلذلك أطلق الله مسمى الصدِّيق على نبي الله إبراهيم وإدريس ويوسف وعيسى وأمه مريم بنت عمران (ع).

وحينما يعبر القرآن الكريم عن نبي الله إبراهيم وإدريس ويوسف وعيسى وأمه مريم بنت عمران(ع) بالصدِّيقيِن فهذا يعني أن هذه المنزلة حساب محدد، ودرجة مخصوصة عند الله للأنبياء والشهداء دون غيرهم.

وحينما يطلق الله جل شأنه لقب الصِّدِّيقة على السيدة فاطمة الزهراء (ع) فهو أبلغ من أن تلقب بالصدوقة، كونها بلغت منزلة أعلى من مراتب الصدِّيقين التي انطبق على مواليها قول الله تعالى: وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أ َنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً.

ودل المنطق القرآني والشهادة النبوية على شروط ذلك التكافؤ بين السيدة فاطمة الزهراء وأمير المؤمنين (ع) والتي أبانها الله بشهادة على لسان نبيه محمد (ص) في حق أمير المؤمنين (ع) حينما قال له: يا علي، أنت الصديق الأكبر، فكان الصّديِق الأوحد في الأمة الذي انطبقت عليه شروط التكافؤ الإلهية التي أهلته ليكون كفؤاً وزوجاً للسيدة فاطمة الزهراء، وهذا ما يؤكده الحديث القدسي عن جبرئيل أنه قال: يا محمد إن الله جل جلاله يقول: لو لم أخلق علياً لما كان لفاطمة ابنتك كفؤ على وجه الأرض، آدم فمن دونه.

ومنطق قرآني وشهادة نبوية مترادفتان في شمول السيدة فاطمة الزهراء(ع) وأمير المؤمنين(ع) بلقب الصدّيِقين من ناحية الدلالة والمضمون والنتيجة، فكما حصلت السيدة فاطمة الزهراء (ع) منهما على لقب الصِدِّيقة الكبرى، اقتض المنطق العقلي والعلمي وجود صدّيِق كفؤ لها ترتبط به في عالم الدنيا المتمثل في بعلها أمير المؤمنين (ع).

ولو لم يكن قلب السيدة فاطمة الزهراء(ع) هو ذلك الينبوع المرتبط بالله والمتفجر بالمعرفة الإلهية، والقلب المتوج بذروة الإيمان وجوهر الإخلاص، لما لُقِبت فاطمة (ع) بالزهراء، ولما كانت المرأة الوحيدة التي باهى بها الله ملائكته التي تقف في محرابها فيزهر نورها لأهل السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض، فأصبحت المشكاة التي انطبق عليها قوله تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ.

وعندما تنال السيدة فاطمة الزهراء (ع) لقب سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين بما فيهن سيدات أهل الجنة وهن: حوّاء ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد(ع)، فهو كناية عن تمتعها بملكات إلهية استثنائية أهلتها لنيل هذا اللقب العظيم، وأبانت قدرتها الخارقة في الإتيان بمتطلبات هذا اللقب وتجسيده بأبعاده الملكوتية والكمالية على الواقع الحياتي في ظرف زمني قصير لم يتعد ثمانية عشر سنة من عمرها الشريف.

وشاركت السيدة فاطمة الزهراء(ع) امرأتين هاشميتين في لقب الأمومة المتصل بأشرف الأنبياء محمد (ص)، وهما: آمنة بنت وهب (ع) وفاطمة بنت أسد(ع)، لكنها انفردت بلقب فريد خصها الله ورسوله به حينما ناداها: أم أبيها.

وإن تلقيب السيدة فاطمة الزهراء(ع) بأم أبيها لقب استثنائي في الوجود يحمل من المعاني والدلالات العميقة التي تبين مدى علاقتها الوطيدة بأبيها النبي(ص)، بحيث يتساءل كل من في العالم: ماهي مكنونات وخصائص السيدة فاطمة الزهراء (ع) كي يخصها الله دون غيرها من النساء بلقب أم أبيها محمد(ص)؟.!!.

وانفردت السيدة فاطمة الزهراء(ع) بلقب استثنائي خاص حَمل في طياته شواهد عميقة يبين متانة الوشاج الفريد والاستثنائي الذي جمعها بأفضل شخصية في الوجود وهو ابيها النبي محمد(ص)، وأظهر عمق الدلالات الوجدانية والأبعاد الأخلاقية لشهادة نبي الرحمة في حقها، فحازت على اللقب المتناهي في الدقة والعميق في المعنى الذي لم يعط لأحد قبلها ولا بعدها في الوجود حينما قال النبي(ص): فاطمة أم أبيها.

ولعل أفضل شهادة نالتها السيدة فاطمة الزهراء (ع) في حياتها، هي تلك الشهادة التي تفوهت بها شفتا النبي الأكرم (ص)، ووصف فيها ابنته السيدة فاطمة الزهراء(ع) بأنها مهجته وروحه التي بين جنبيه، لأنها منبع العطف والحب الذي يشمله، ومصدر الحنان الذي يتغذى منه، والحجر الذي يحوطه بالرعاية، فارتضى أن يلقبها بالمصداق المرتبط بواقع الحقيقية الذي جسدته بمواقفها مع أبيها طيلة حياتها معه بحيث نالت الاستحقاق الإلهي لنيل لقب أم لأفضل الكائنات والموجودات وسيدها على الإطلاق.

وتعطي أسماء وألقاب فاطمة والصديقة والطاهرة والزكية والمرضية والمحدثة والممتحنة والمجاهدة والأنسية والحوراء والزهراء وغيرها من الأسماء والألقاب التي سُميت ولقبت بها السيدة فاطمة (ع) دلالات قطعية لعلماء النفس والاجتماع والعقيدة ما لهذه الأسماء والألقاب من دور في تجسيد شخصيتها المتطبع في سلوكها الإيماني والإنساني.

واستطاعت السيدة فاطمة الزهراء(ع) إيصال تلك الأسماء والألقاب التي نالتها من خالقها ومن ابيها إلى ذروات الكمال المطلق، وتجلت صفات ومزايا تلك الأسماء والألقاب في ملامح وسجايا شخصيتها الملائكية التي أوصلتنا إلى حقيقية علمية عميقة تدلل على أن السيدة الزهراء فاطمة(ع) كانت جديرة بحمل كل تلك الأسماء والألقاب؛ بل هي المرأة الوحيدة التي كانت قادرة على تطبيق كل الصفات والمدلولات لتلك الأسماء والألقاب لمستويات الكمال المطلق الذي لا نظير له في الوجود.

وإن من مدلولات الحديث المروي عن الإمام جعفر الصادق(ع) الذي قال فيه: من عرف قدر فاطمة فقد أدرك ليلة القدر، وإنّما سُمّيت فاطمة لأن الخلق فُطموا عن معرفتها، هو التأكيد على عِظم ثواب معرفة السيدة فاطمة الزهراء(ع)، كون النبي (ص) والأئمة الأطهار(ع) أوضحوا للمسلمين من خلال أحاديثهم المتواترة كثير من مقامات السيدة فاطمة الزهراء (ع) التي كشفت عن جملة من فضائلها ومناقبها.

وإن ربط معرفة السيدة فاطمة الزهراء(ع) بإدراك ليلة القدر في الحديث المروي عن الإمام جعفر الصادق(ع) الذي قال فيه: من عرِف قدر فاطمة فقد أدرك ليلة القدر، لأن ليلة القدر تمثل جزءاً من الحجة الإلهية المتمثلة في ثِقل القرآن الكريم، والسيدة فاطمة الزهراء (ع) تمثل جزءاً من الحجة الإلهية المتمثلة في ثِقل أهل البيت(ع).

وإن ربط معرفة السيدة فاطمة الزهراء(ع) بإدراك ليلة القدر في الحديث المروي عن الإمام جعفر الصادق(ع) الذي قال فيه: من عرِف قدر فاطمة فقد أدرك ليلة القدر، كون القرآن الكريم والسيدة فاطمة الزهراء (ع) ميزانين يقاس بهما الحق من الباطل بدليل حديث الثقلين المروي في كتب الصحاح الذي قال النبي(ص) فيه: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا.

وإن ربط معرفة السيدة فاطمة الزهراء(ع) بإدراك ليلة القدر في الحديث المروي عن الإمام جعفر الصادق(ع) الذي قال فيه: من عرِف قدر فاطمة فقد أدرك ليلة القدر، كون إدراك المؤمن لمعرفة واستغلال ليلة القدر حق المعرفة هي سبيل من عتقه من نار جهنم، وكذلك أن معرفة السيدة فاطمة الزهراء(ع) والعمل بمنهجها هي أفضل الوسائل للموالين لعتقهم من نار جهنم من خلال التشبث بولايتها والبراءة من أعدائها.

ولايعني عجز العقول البشرية عن معرفة مكانة السيدة فاطمة الزهراء(ع) انسداد الأبواب أمام طريق معرفتها وقدسيتها، استناداً للحديث المروي عن الإمام الصادق(ع) الذي قال فيه: وانّما سُمّيت فاطمة لأن الخلق فُطموا عن معرفتها، بحيث يتوقف المؤمن عن السعي لمعرفتها والتأمل في قدسيتها والإلمام بفضلها ومكانتها.

ويتوجب على كل موالي للسيدة فاطمة الزهراء(ع) السعي لمعرفتها كل على قدر عقله واجتهاده لأن الله ورسوله وأئمة أهل البيت(ع) بينوا لهم مكانة السيدة فاطمة الزهراء(ع) وشجعوا على الاستنارة بعِلمها ومكانتها، كونها تمثل حجة من حجج الله التي تقودنا إلى معرفته، وهذا ما يؤكده مضمون الدعاء: أَللّهمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي.

المصدر: شبكة النبأ المعلوماتية
captcha