ایکنا

IQNA

أزهريون عن تصنيف القرآن الأكثر عدالة: برهان عملي للطاعنين بقدسيته

8:48 - January 21, 2020
رمز الخبر: 3475178
القاهرة ـ إکنا: اجتمعت كلمة علماء الأزهر على اعتبار ما ورد في بيان المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة من أن جامعة "هارفارد" الأمريكية تصنف القرآن كأفضل كتاب للعدالة، رد عملي على من يطعنون في قدسية القرآن.

وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، اجتمعت كلمة علماء الأزهر على اعتبار ما ورد في بيان المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة من أن جامعة هارفارد تصنف القرآن كأفضل كتاب للعدالة، رد عملي على من يطعنون في قدسية القرآن وأنه وحي من عند الله العليم الخبير، وأن الدستور الإلهي شامل لكل ما حدث وسوف يحدث إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

حيث قالت الدكتورة فتحية الحنفي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن هذا التصنيف يؤكد عالمية الإسلام وأنه الرسالة الخاتمة إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها، والقرآن الكريم المعجز الذي لا يأتيه الباطل، وهو محفوظ بحفظ الله تعالى وصدق الله القائل في محكم آياته "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".

وأضافت الحنفي أن الكثير من المستشرقين الذين حاولوا طمس هوية القرآن بالبحث عن أخطاء فيه لم يكن لهم إلا أن أعلنوا إسلامهم عن اقتناع تام، مؤكدين أنه المعجز في أسلوبه الدال على نبوة سيدنا محمد صلي الله عليه وآله وسلم.

وشددت أستاذ الفقه المقارن بالأزهر، على أن هذا التصنيف يؤكد على أن الدستور الإلهي شامل لكل ما حدث وسوف يحدث إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها في الأرض والسماء قال تعالى" سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق..".

وأشارت الحنفي إلى أن هذا التصنيف يؤكد أن القرآن الكريم بما يحتويه من أحكام لا يقتصر على زمن دون آخر، كما أن أحكامه عامة للبشرية جمعاء لا تفرق بين غني وفقير، ذكر وأنثى، أبيض وأسود، إلا بالتقوى فالكل أمام الله سواء عملا بقوله تعالى "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر..." وهذا منتهى العدالة. 

من جانبه، أكد الدكتور على محمد الأزهري عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، على أنه لا شك أن هذا التصنيف يثبت بالدليل القطعي للمجتمعات الغربية؛ ولأصحاب النعرات العلمانية أن القرآن الكريم كتاب مقدس، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، نزل من حكيم حميد.

وقال الأزهري إن القرآن الكريم كتاب عدالة متفردة، جاء ينادي بضرورة المحافظة على النفس البشرية دون التفرقة بين كونها مسلمة أو يهودية أو مسيحية أو بوذية أو ملحدة حتى، فقال تعالى (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ}.

وتابع، أمر الله تعالىٰ أهل الإيمان بضرورة أن يكونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولو على مخالفيهم وعدم اتباع الهوىٰ فقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا }، وأرسل الله رسله لإرساء العدالة بين الناس، قال تعالىٰ {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}.

ولفت إلى أن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يحكم بين المخالفين لدينه بالعدل، على الرغم من إيذائهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال تعالىٰ {فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾. 

وشدد على أنه من أجل ذلك كان كتاب عدالة لا يفرق في الأحكام بين طائفة دون طائفة، لذا فإن التصنيف لم يأت بجديد، فقد سبقهم في هذا القول الفيلسوف الفرنسي "ألِكْس لوازون"، حيث قال: “خَلَّفَ محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- للعالم كتابًا هو آية البلاغة، وسِجِل للأخلاق، وكتاب مقدَّس، وليس بين المسائل العلمية المكتشفة حديثًا مسألة تتعارض مع الأسس الإسلامية؛ فالانسجام تام بين تعاليم القرآن والقوانين الطبيعية"، وما سطره “جيمس متشنز”، حيث قال: “لعلَّ القرآن هو أكثر الكتب التي تُقرأ في العالم، وهو بكل تأكيد أيسرها حفظًا، وأشدُّها أثرًا في الحياة اليومية لمن يؤمن به؛ فليس طويلًا كالعهد القديم، وهو مكتوب بأسلوب رفيع أقرب إلى الشِّعر منه إلى النثر، ومن مزاياه أن القلوب تخشع عند سماعه وتزداد إيمانًا وسموًا”.

المصدر: البوابة نيوز
captcha