ایکنا

IQNA

صدور رواية علمية حول "القرآن وتأويل الجاهلين" في الجزائر

9:54 - January 11, 2022
رمز الخبر: 3484238
الجزائر ـ إکنا: أصدر الكاتب والمفكر الإسلامي أ. د. نور الدين أبو لحية الكتاب الخامس من السلسلة القرآنية الروائية [التنزيل والتأويل]، وهو بعنوان [القرآن وتأويل الجاهلين]، وهو على شكل رواية طويلة في جزئين، (أكثر من 1200 صفحة).

وهو ـ كما يذكر المؤلف ـ المقدمة الضرورة الخامسة لسلسلة [التنزيل والتأويل]، ويتناول القسم الثالث من أقسام المنحرفين عن القرآن الكريم، وهو القسم الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [تأويل الجاهلين].

وقد ذكر أنه ـ من خلال  تحليل ذلك التعبير النبوي المقدس، ومعه قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ﴾ [آل عمران: 7] ـ رأى أن تأويل هؤلاء الجاهلين لا يقتصر على الانحراف في فهم القرآن الكريم فقط، بل له تأثيره الواقعي أيضاً، وهو ما عبرت عنه الآية الكريمة بإحداث الفتنة، والتي يمكن أن تشمل الدين، ويمكن أن تشمل الدنيا.

وذكر أن هذا الوصف لا ينطبق على أي فرقة من فرق المسلمين كما ينطبق على من يُطلق عليهم لقب [السلفية]، أو [أهل الحديث]، أو [الوهابية]، وغيرها من الألقاب؛ فهم أجدر الناس بهذا النوع من التأويل.

ثم ذكر أن سبب ذلك هو مخالفتهم للأمة جميعاً وبمدارسها المختلفة في تلك التأويلات، والتي لم تقتصر على الجانب النظري فقط، بل تعدته إلى إحداث فتن كثيرة في الواقع.

وقد بدأت تلك التأويلات في العصور الأولى من تاريخ الإسلام، حيث نشأت ظاهرة التكفير من خلال اتهام الأمة بتعطيل صفات الله، نتيجة تنزيهها له تعالى عن الجسمية ولوازمها، وتفسير كل ما ورد في القرآن الكريم مما يوهم ذلك، وفق أساليب اللغة العربية، ووفق الآيات المحكمة التي تنزه الله تعالى عن مشابهة خلقه.

ثم ترقى الأمر إلى ما حصل في عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب من تأويل كل الآيات الواردة في المشركين وتطبيقها على المسلمين بجميع مدارسهم، وعدم الاكتفاء بذلك، بل محاربتهم وسفك دمائهم، وتهديم الآثار التي وضعت للصالحين، لتكون منارة هدى يهتدي بها المهتدون.

ثم ترقى الأمر إلى ما حصل في عصرنا من إنكار للحقائق العلمية القطعية، وتأويل الآيات القرآنية بخلاف ما يقتضيه العلم، مثل قولهم بدوران الشمس حول الأرض، وثبات الأرض، ونحو ذلك، مما جر فتنة كبيرة لا نزال نعاني آثارها.

ومثل ذلك ما حصل في كل تاريخ هذه الطائفة من تشويه للأنبياء عليهم السلام، وتفسير ما ورد في القرآن الكريم من المتشابه في شأنهم، لا بالمحكم الذي ورد فيه، وإنما بالروايات الإسرائيلية، وبذلك شوهوا القيم النبيلة التي ضرب الله تعالى لها الأمثال بتلك القصص التي أوردها.

وقد قسم المؤلف الكتاب إلى أربعة أقسام، كل قسم يضم نوعاً من أنواع تلك التأويلات، ومعه الردود المفصلة لعلماء الأمة بمدارسها المختلفة عليها.

وقد رجع فيه إلى الكثير من المصادر الكلامية وكتب التفسير وغيرها، بالإضافة إلى المصادر التي يعتمد عليها السلفية في تأويلاتهم للقرآن الكريم.

وقد ذكر المؤلف أنه اعتمد في الردود المفصلة على التأويلات السلفية المدارس والمناهج المختلفة، ذلك أن البعض قد لا يستطيع فهم رد من الردود بسبب لغته أو منهجه؛ فلذلك وضع له ردودا أخرى وبمناهج مختلفة، قد تتناسب معه.

وقد راعى المؤلف في كتابه هذا ـ كما في سائر السلسلة ـ تبسيط القضايا المطروحة قدر الإمكان، بحيث يفهمها الجميع، وبسهولة ويسر، ومن غير إخلال بالمعاني المطروحة، وقد كان للحوار والجانب الروائي دور كبير في ذلك.

أما الجانب الروائي من الكتاب؛ فهو يحاول أن يحاكي ما قام به الوهابية من قتل للمسلمين بسبب تأويلاتهم المنحرفة للقرآن الكريم، وهي تصور مجموعة من المؤمنين يتعرضون للأسر، أو يعرضون أنفسهم له، حتى يتاح لهم في جلسة المحاكمة العلنية، أن يعبروا عما يؤمنون به، لأنهم وجدوا أنه الوسيلة الوحيدة التي يُسمح لهم فيها بالكلام.

وهؤلاء المؤمنون هم تلاميذ المعلم، والذي أطلق عليه لقب [الراسخ]،  الذي هو أستاذ هذه الرحلة استنباطا من قوله تعالى: ﴿ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا  وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: 7].

وبعد تلك المحاكمات، والتي استمرت أربعة أيام، وحين موعد الإعدام، تحدث أحداث كثيرة، تنتهي بانهزام أصحاب التأويلات الجاهلة، ومعها دولتهم التي أقاموها.


وننبه في الأخير إلى أنه يمكن تحميل الكتاب الجديد من موقع المؤلف ـ كسائر كتبه ـ وهذا رابط الكتاب بجزئيه:
https://www.aboulahia.com/c118.html
https://www.aboulahia.com/c119.html

أو من خلال تطبيقه المجاني، والذي يحوي هذه السلسلة وغيرها من كتبه القرآنية، وهو على الرابط التالي:
 https://play.google.com/store/apps/details?id=com.aboulahia.noure

صدور رواية علمية حول

بقلم الباحثة والكاتبة الجزائرية "نورا فرحات"

کلمات دلیلیة: روایة ، علمیة ، القرآن ، التأويل ، صدور ، الجزائر
captcha