ایکنا

IQNA

قارئ لبناني لـ"إکنا":

إحياء الأمسيات والمسابقات القرآنية تقتصر على مناسبات خاصة في لبنان

16:42 - January 22, 2022
رمز الخبر: 3484382
بيروت ـ إکنا: أكد القارئ اللبناني البارز "السيد عباس شرف الدين" أن الأمسيات والمسابقات القرآنية في لبنان تقتصر على مناسبات خاصة بما فيها شهر مضان المبارك، ولا يوجد تواجد قرآني مستمر فطبيعة مجتمعنا ميالة للعزاء واللطم وقراءة المجالس الحسينية.

وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان، الإعلامية "ريما فارس" حواراً مع القارئ اللبناني البارز وخطيب المنبر الحسيني السيد "عباس شرف الدين".

وفي معرض حديثه عن نشأته، قال: "إن أبي كان يراني قارئاً للقرآن منذ صغري عندما يسمعني أتلو الأدعية والآيات الصغيرة أمامه، وبعد ذلك في المرحلة الدراسية الابتدائية كان رفاقي في المدرسة يجتمعون حولي وأقرأ لهم القرآن وأسمعهم الآذان، وهذا كان تشجيع لي للمثابرة وفي مرحلة الدراسة المتوسطية كان صوتي يلفت إنتباه الأساتذة. وعندما أجروا مسابقة قرآنية ضمت ثمانية مدارس كان عمري 13 عاماً فزت بالدرجة الأولى وكانت المسابقة برعاية المستشارية الثقافية الإيرانية لدى لبنان، وبمناسبة الذكرى الحادية عشرة لإنتصار الثورة الإسلامية الايرانية.

وأضاف: "بعد ذلك في المرحلة الثانوية أجريت مسابقة قرآنية على مستوى بيروت وفزت بالدرجة الأولى وبعدها أيضاً شاركت بمسابقة قرآنية على مستوى لبنان وكنت من الأوائل  إلى أن حالفني الحظّ وسافرت إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وشاركت في عدة مسابقات وحصلت على الدرجة الأولى لإحدى القنوات التلفزيونية التي شارك فيها العديد من الدول". 

وقال: "من فضل الله أيضاً أنني حصلت على تنويه من كبار القراء في مصر كانوا يأتون إلى لبنان  بعضهم كتب شهادة خطية عن صوتي منهم السيد "متولي عبد العال"، و"الشيخ سيد السعيد"، والدكتور "أحمد نعينع" حيث قال لي أنت من القراء المميزيين في لبنان، أسأل الله سبحانه وتعالى أولاً وآخراً الرضى وحسن الخاتمة وأن أكون من أهل القرآن ليس فقط على مستوى النغم والتفاعل والحفظ إنما بالسلوك والتواضع".

وفي معرض ردّه عن ما هي أهم العوائق التي تواجه النشاطات القرآنية في لبنان؟ أجاب أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية دولة إيمانية قرآنية قائمة بذاتها ترعى النشاطات القرآنية وتهتم بداية من السيد القائد الإمام الخامنئي(حفظه الله) إلى بقية المسؤولين على كافة المستويات يولون القرآن الأهمية البالغة لكي ينشوؤ جيلاً قرآنياً على مستوى التلاوة والحفظ وأن يكون هناك قرآنيون متفاعلون هذا أول عامل لذلك فرق شاسع وكبير ولا مفارقة وتقدم القرآن بين إيران ولبنان، مع ذلك في لبنان هناك قراء مبدعون ومتميزون أبدعوا وجمعية القرآن للتوجيه والارشاد لها فضل بذلك وأيضاً على القارئ أن يطوّر نفسه لا يعتمد على الجمعية فأنا الحمد الله قمت بجهد  شخصي  ساعدني على إبراز تلاوتي في مرتبة مميزة". 

وأضاف: "لكن العوائق الأهم الموجودة في لبنان أنهم يتفاعلون مع القرآن اذا وجدت مناسبة ليس إلا المناسبات والأمسيات القرآنية توجد فقط في شهر رمضان والمبعث النبوي  الشريف، وولادة النبي(ص)، أم في باقي الأشهر لا يوجد تواجد قرآني وهناك عامل آخر أن طبيعة مجتمنا ميالة للعزاء واللطم، وقراءة المجالس تأخذ حيزاً كبيراً وأنا الحمد الله وفقت لتلاوة القرآن وقراءة العزاء وخادم للمنبر الحسيني وهذا يعدّل الأمور عندي، وهناك مشاكل جمة في مسائل القرآن والتفاعل معه، الناس لا يتفاعلون مع حضور الأمسيات القرآنية العادية، ويكون الحضور خجولاً، الا اذا كان هناك أمسيات بارزة إعلانياً أو بشهر رمضان وليس لدينا مهرجانات قرآنية لأن الامر يحتاج  إلى دعم معنوي أولاً ودعم إعلامي ثانياً ودعم مادي ثالثاً. أم مجلس العزاء لا يحتاج هذا بمجرد معرفة الناس  بإقامة مجلس عزاء يتهافتون للحضور.

وذكر  السيد عباس شرف الدين مسألة أن قبل الألفين كان هناك تواجد لقراء مصريين كبار ومنهم الدكتور "النعينع" كان للناس حضور ومشاركة كبيرة وذلك بفضل الإعلان موجه من قناة المنار وبعض القنوات هذا ما كان يحث الناس على حضور الأمسيات في شهر رمضان، فالعامل الإعلامي مهم جداً لجذب الناس وجمعية القرآن الكريم تعطي لكنها مقصرة وتحتاج إلى دعم وكوادر فعالة أكثر من هذا بكثير.
إحياء الأمسيات والمسابقات القرآنية تقتصر على مناسبات خاصة في لبنان
وأشار الى أن بروزه كقارئ مميز كان من خلال جهده الشخصي وتوكله على الله تعالى، ونجاح القارئ ليس فقط بصوته بل بتواجد العامل الأخلاقي والسلوكي بشخصه ليكون قدوة لحامل القرآن عليه أن يتمتع بصفات الإيمان والتواضع بالحد الأدنى ولو نسبياً.

وعن طرق التي تسهل حفظ القرآن الكريم، قال: "أنا في قسم التلاوة حفظت بعض  الأجزاء في فترات من عمري، وهناك وسائل لحفظ القرآن أهمها النية والإرادة على سبيل المثال أنوي  أن أحفظ خلال عشرة أيام عشر صفحات ثم أبدأ بحفظ السطر الأول من السورة، ثم السطر الثاني، ثم الثالث بمعنى أحفظ ثلاث آيات أقوم بعدها بتسميعها هكذا حتى أنتهي من العشر صفحات  والحفظ في الصِغر أفضل من الكِبر لأن الاستعداد الذهني يكون متحضراً أكثر من أي عمر يأتي ويوجهه  دينياً". 

 وفي ردّه على السؤال كيف تقيمون مدى التعاون بين المؤسسات القرآنية اللبنانية، والمؤسسات القرآنية في مختلف الدول بما فيها ايران؟ قال السید عباس شرف الدين: "أنا لا أدرّس في جمعية القرآن الكريم نعم درست فيها في بداية تعلمي للقرآن لكن فضلت أن أطور نفسي بنفسي، بالنسبة إلى تعاون إيران مع جمعية القرآن، هناك تعاون بين الجمهورية الإيرانية وجمعية القرآن الكريم في الأمسيات  والمسابقات الدولية".

وأضاف: "نحن نحتاج  إلى تعاون أوسع وأنشط وعلى الجمعية بذل جهد أكبر في سبيل تفعيل العامل القرآني هناك قراء صغار يأتون إليّ ويريدون أن يبرزوا أنفسهم لكن المجالات الضيقة بسبب عدم وجود أمسيات دائمة وعناية جدية بالقراء هذا في لبنان لكن اذا نظرنا إلى الجمهورية الاسلامیة الإيرانية نرى أن إيران دولة قرآنية والسيد القائد تحديداً وهو مرجع وقائد قرآني يولي إهتمامه الأكبر لقراء القرآن هو رأس الهرم في الجمهورية الإسلامية يجلس ساعات وساعات ليستمع إلى قراء القرآن ويتفاعل معهم ويبتسم لهم  ويفرح إذا رأى قارئاً مبدعاً أو  عملاً فنياً مبدعاً، عندما يرى عامة الناس أن قائدهم يتفاعل مع القرآن، هذا يعزز مرتبة القرآن ويحفز الناس على الاهتمام به والتقرب منه  وأن يكونوا قرآنيين ثانياً الدعم المادي أساسي جداً وتسليط الضوء على  تواجد الإعلامي لأي أمسية أو دورة أو نشاط أيضاً يعطيها حقها وأيضاً". 

أما من جهة لبنان، طبيعة اللبناني يحتاج إلى وقت حتى يتفاعل مع القرآن ويحتاج إلى الاحتضان من جهة القيادة  والقييمين على الشؤون الدينية أن يولوا القرآن إهتماماً بالغاً.

وفي نهاية الحوار، طلبنا منه كلمة أخيرة للقراء، وقال: "أعظ نفسي أولاً ومن يهمّه أن يكون قارئاً أن القرآن عزّ في الدنيا والآخرة بقدر ما تكون مخلصاً في السلوك والتطبيق، بقدر ما يوفقك الله في الدنيا والآخرة وينير لك الطريق،  إن الآيات موجهة لنفس القارئ قبل الآخرين ولكي یتم تطبيقها يحتاج الى الصبر والإرادة والتوكل على الله".

captcha