ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّةٌ....

النُّصوصُ الدينية الشريفة تربط بين الأخلاق وسعة الأرزاق

11:56 - December 05, 2022
رمز الخبر: 3488884
بيروت ـ إکنا: النُّصوصُ الدينية الشريفة تربط بين الأخلاق وسعة الأرزاق، وتعتبر التعامل الأخلاقي من أَهَمِّ وأوسع أبواب الرزق، كما تربط بين كون الإنسان على حال مُعينٍ وبين زيادة رزقه، فقد رُوِيَ عن الإمام أمير المؤمنين (ع) أنه قال: "العُسرُ يُفسِدُ الأخلاقَ، التَّسَهُّلُ يُدِرُّ الأَرزاقَ".

و رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "التَّسَهُّلُ يُدِرُّ الأَرْزاقَ".

ولا يُنكِر عاقل الصلة الأكيدة بين الأخلاق وبين كثرة الأرزاق، ولا يُنكِرُ عاقل أن المعاملات التجارية والشراكات والإجارات والخدمات هي في حقيقتها تواصل بين الناس، بين البائع والمشتري، والشريك وشريكه، والمُؤجِّر والمستأجر، والذي يقدم الخدمة والذي يستفيد منها، فكل صاحب اختصاص يلجأ إليه الناس للإفادة من اختصاصه فإنه يعامل الناس ويتواصل معهم، والإنسان مفطور على حبِّ من يُحسِنُ إليه ويتعامل معه بأخلاق رفيعة وآداب سامية، وكلما كان سَهلاً، سَمحاً، مَرِناً، هَيِّناً، لَيِّناً، بَشوشاً، وَدوداً، كريماً، أميناً، صادقاً، مُخلصاً، اجتذب الناس إليه، فارتاحوا للتعامل معه، واطمئنوا إليه ووثقوا به، ولا ريب في أن ذلك يزيد فُرَصَه للنجاح، ويزيد في رزقه.

ولو كان من الشخص العكس كأن يكون صعباً في تعامله، قاسِياً، عبوساً، بخيلاً، خؤوناً، كذوباً، يَعسر التفاهم معه، لانفَضَّ الناس عنه، وكرِهوا أن يعاملوه، ولا ريب في أن ذلك سيقلِّلُ فُرَصَهَ إن لم يعدمها، ويُضَيِّقُ عليه أبواب الرزق إن لم يسدها تماماً.

النُّصوصُ الدينية الشريفة تربط بين الأخلاق وسعة الأرزاق، وتعتبر التعامل الأخلاقي من أَهَمِّ وأوسع أبواب الرزق، كما تربط بين كون الإنسان على حال مُعينٍ وبين زيادة رزقه، فقد رُوِيَ عن الإمام أمير المؤمنين (ع) أنه قال: "العُسرُ يُفسِدُ الأخلاقَ، التَّسَهُّلُ يُدِرُّ الأَرزاقَ" فإذا فَسَدَت أخلاق الشخص قلَّ رزقه، وإذا تساهل مع الزَّبون زاد رزقه.
ويكشف النبي الأكرم محمد (ص) عن تأثير الصَّدقة في زيادة الرِّزق، والصَّدقة فعلٌ أخلاقي عبادي بامتياز، فيقول: "أكثِرُوا مِنَ الصَّدَقَةِ تُرزَقُوا". كما يكشف عن باب آخر من أبواب الرزق يغفل عنه كثيرون، ولا يحرص عليه إلا المؤمن بالغيب والمُصَدِّق بما جاء به محمد (ص) من عند الله، وهو البقاء على الطهارة الشرعية، أي أن يباشر الشخص كل أعماله وهو متوضئ، وأن يبقى كذلك ما دام في العمل أو في خارجه، فإن بَطُلَ وضوؤه سارع إلى تجديده، يقول (ص) لشخص قال له: اُحِبُّ أن يُوَسَّعَ عَلَيَّ في الرِّزقِ؟ فقال (ص): "دُمْ على الطَّهارَةِ يُوَسَّعْ علَيكَ في الرِّزقِ". ويربط (ص) بين إطعام الطعام والكرَم وبين سعة الرزق فيقول: "الرِّزقُ أَسرَعُ إلى‏ مَنْ يُطعِمُ الطَّعامَ، مِنْ السِّكِّينِ في السَّنامِ".

ويربط الإمام أمير المؤمنين (ع) بين حُسْنِ النِّيَّة وزيادة الرزق فيقول: "مَن حَسُنَتْ نِيّتُهُ، زِيدَ في رِزقِهِ" ومعلوم ما للنية من أَثَرٍ نفسي مُهِمٍّ على الإنسان، فمن يبدأ يومه ساعياً في طلب رزقه بنية طَيِّبة حَسَنَةٍ، راجياً من الله فضله ورزقه، فلا ريب أن الأبواب ستفتح له، إذ سيكون مطمئنا هادئاً، يعامل الناس بمرونة ولِين، بخلاف الشخص الذي يبدأ يومه بنية خبيثة.

كما تكشف النصوص الشريفة عن تأثير البّرِّ بالأهل وحُسنِ التعامل معهم في زيادة الرزق، فقد جاء عن الإمام جعفر الصادق (ع) أنه قال: "مَنْ حَسَّنَ بِرَّهُ أهلَ بَيتِهِ زِيدَ في رِزقِهِ" وفي حديث مُرويّ عن والده الإمام محمد بن علي الباقر (ع) يكشف فيه عن تأثير دعائك لإخوانك في الله بظهر الغيب في زيادة الرِّزق فيقول: "علَيكَ بِالدُّعاءِ لإخوانِكَ بظَهْرِ الغَيبِ فإنّهُ يَهِيلُ الرِّزقَ". وكذلك مواساتهم وإعانتهم وخدمتهم وحمل همومهم، فقد جاء عن الإمام أمير المؤمنين(ع): "مُواساةُ الأخِ في اللَّهِ عزّ وَجَلَّ تَزِيدُ في الرِّزقِ".

بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية "السيد بلال وهبي"

أخبار ذات صلة
captcha