وهناك من يتساءل إذا كان الله عادلاً فلماذا هذا الاختلاف الكبير في خلق البشر؟
فإن الإختلاف في الخلق ليس ظلماً بل هو عين العدل بذاته وهو سر معرفة الله كما قال تعالى في الآية 22 من سورة الروم المباركة "و مِن آیاته خَلقُ السَّمواتِ و الارضِ و اختِلافُ اَلسِنَتِكُم و ألوانِكُم".
فإذا كان الرسام يرسم دائماً الرسمة نفسها فهو دليل ضعفه وإذا كان المعمار يبني العمارة نفسها فهو دليل ضعفه.
فإذا تساوى الناس في كل شيء لن يكون هناك نمو وكمال كما لن يكون معرفة الآخر مقدوراً.
إن نظام التعاون والتعاون والمحبة يتحقق عندما يكون هناك اختلاف، عندما يأخذ القوي يد الضعيف ويأخذ الغني يد المحتاج.
وفي الاختلاف منافع كثير للبشر فإن الإنسان ليس كـ النبات ينمو وحده بل ينمو في التعامل مع الآخرين.
وهناك نظريتان في كون الانسان كائناً اجتماعياً: الأولى، أن احتياجات الحياة تجبر الإنسان على الحياة الاجتماعية، والثاني هو أن الإنسان يحب الحياة الاجتماعية بشكل طبيعي ويكره الحياة الانفرادية، ولكن في كلتا الحالتين، يكون الإنسان كائناً اجتماعياً.
مقتطفات من كتاب "أصول العقائد الاسلامية"(العدل) بقلم المفسر الايراني للقرآن "الشيخ محسن قرائتي"