وفي وقت سابق، اقتحمت حشود من أنصار ترامب الحواجز التي وضعتها الشرطة حول مبنى الكونغرس. وصعدت إلى الباحة الرئيسية للمبنى، ورفعت أعلامًا مناصرة لترامب، وردّدت هتافات رافضة لنتائج انتخابات الرئاسة التي أسفرت عن فوز منافسه الديمقراطي، جو بايدن.
وإثر نجاح بعض أنصار ترامب في دخول المبنى، دعت شرطة الكونغرس أعضاء مجلس النواب إلى أن يأخذوا أقنعة الغاز من تحت مقاعدهم وأن يكونوا مستعدين لاستخدامها.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو الشرطة وهي تطلق الغاز المسيل للدموع في محاولة لمنع المزيد من أنصار الرئيس المنتهية ولايته من اقتحام مبنى الكونغرس.
وكان ترامب قد دعا مناصريه خلال تظاهرة جرى تنظيمها اليوم في واشنطن رفضًا لنتائج الانتخابات، إلى التوجه نحو الكونغرس، وتصاعدت الأحداث في محيط الكونغرس بعد مطالبة ترامب أنصاره بـ"عدم الاستسلام ورفض الاعتراف بالهزيمة".
مساعدة رئيسة مجلس النواب الأمريكي تطالب بإقالة ترامب وعزله
وطالبت كاثرين كلارك مساعدة رئيسة مجلس النواب الأمريكي بإقالة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب وعزله قبل انتهاء ولايته رسميا.
واتهمت كاثرين كلارك ترامب بخيانة البلاد والدستور، داعية إلى ضرورة عزله من منصبه ومنعه من تعريض الولايات المتحدة لمزيد من الخطر.
وكان الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن قد علق على أعمال العنف في واشنطن، وقال إنه الديمقراطيتة الأمريكية تتعرض لهجوم غير مسبوق واعتداء على الحرية.
واعتبر بايدن في مؤتمر صحفي أن "المشاهد في مبنى الكونغرس تصل إلى حد التحريض وينبغي أن تتوقف فورا".
وأضاف: "يجب أن يكون عمل السنوات الأربع القادمة هو استعادة الديمقراطية".
وتشهد واشنطن تظاهرات احتجاجية حاشدة لأنصار الرئيس ترامب، الذين بعد أن تجمعوا في محيط البيت الأبيض، توجهوا إلى مبنى الكونغرس بالتزامن مع عقد مجلسي النواب والشيوخ جلسة مشتركة للمصادقة على نتائج التصويت في انتخابات الرئاسة.
وتمكن المحتجون من اختراق الحواجز الأمنية المحيطة بمبنى الكابيتول واقتحامه.
واستأنف الكونغرس الأميركي بغرفتيه جلسة التصديق على انتخاب الديمقراطي جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة، وذلك بعد ساعات من اقتحام أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب للمبنى وتحطيم نوافذه وإحداث فوضى عارمة، مما أدى لتعطيل التصديق على الانتخابات.
وترأس الجلسة مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، وبدأت باستعراض نتائج مختلف الولايات والمصادقة عليها.
وقد رفض مجلس الشيوخ بأغلبية ساحقة الاعتراض المقدم على نتيجة الانتخابات الرئاسية بولاية أريزونا، ويواصل النظر في الاعتراضات المقدمة على نتائج ولايات أخرى.
واستهل بنس الجلسة بالتنديد بـ"أعمال العنف" التي شهدها مقرّ الكونغرس والتعبير عن أسفه لهذا "اليوم المظلم".
وقال بنس "حتى بعد أعمال العنف والتخريب غير المسبوقين في مبنى الكابيتول ها هم ممثّلو الشعب الأميركي المنتخبون يجتمعون مرة أخرى في نفس اليوم للدفاع عن الدستور".
وقد أدان زعماء الجمهوريين والديمقراطيين "السلوك الإجرامي"، وشددوا على أن الفوضى لن ترهب الكونغرس، ولن تعيق الديمقراطية الأميركية.
وشدّد زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل على أن المجلس "لن يتم ترهيبه". وأضاف "لقد حاولوا تعطيل ديمقراطيتنا وفشلوا".
من جهته قال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر إنّ ما جرى الأربعاء هو نتيجة "كلمات وأكاذيب" دونالد ترامب وسيترك "لطخة لن تمحى بسهولة".
تمرد واعتداء
ولم يتوان السناتور الجمهوري ميت رومني عن تحميل ترامب المسؤولية عن ما جرى. وقال رومني الذي انتقد ترامب مراراً إنّ "ما حدث اليوم هو تمرّد بتحريض من رئيس الولايات المتحدة".
وفي مستهلّ الجلسة، ندّدت رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي بـ"الاعتداء على الديموقراطية".
وأضافت بيلوسي "إلى من حاولوا صرف انتباهنا عن مسؤوليتنا: "لقد فشلتم. وإلى من شاركوا في تدنيس معبد ديموقراطيتنا، العدالة ستتحقق".
وكان المئات من أنصار ترامب اقتحموا مبنى الكونغرس في العاصمة واشنطن، بعد أن دعاهم للتوجه للمبنى لمنع ما وصفها بسرقة الانتخابات.
وقد حث المدعي العام في واشنطن كارل راسين، اليوم الرئيس دونالد ترامب على ضرورة دعوة مؤيديه للتوقف والكف عما يقومون به "على الفور".
استقالة اثنتين من كبار مسؤولي البيت الأبيض
قالت مصادر مطلعة إن اثنتين من كبار مساعدي السيدة الأمريكية الأولى، ميلانيا ترامب، استقالتا أمس الأربعاء في أعقاب العنف في مبنى الكونجرس، بينما يفكر مسؤولون كبار آخرون في البيت الأبيض في الاستقالة، بينهم ،روبرت أوبراين، مستشار الأمن القومي ونائبه، ماثيو بوتينجر.
واستقالت ’’ستيفاني جريشام‘‘ كبيرة موظفي السيدة الأولى بعدما اقتحم أنصار الرئيس دونالد ترامب مبنى الكونجرس لمنع التصديق على نتائج انتخابات الرئاسة.
وقالت جريشام في بيان: تشرفت بخدمة البلد في البيت الأبيض. إنني فخورة للغاية بأني شاركت في مهمة السيدة (ميلانيا) ترامب لمساعدة الأطفال في كل مكان، وفخورة بالإنجازات الكثيرة لهذه الإدارة.
ولم تذكر جريشام التي أمضت عامًا كمتحدثة صحفية باسم البيت الأبيض قبل أن تصبح كبيرة موظفي السيدة الأولى، ما إذا كانت استقالتها رد فعل على العنف في العاصمة، لكن مصدرًا مطلعًا على قرارها قال إنّ العنف كان القشة الأخيرة بالنسبة لها.
وقال مصدران لرويترز إنّ ’’ريكي نيسيتا‘‘ السكرتيرة الاجتماعية للبيت الأبيض استقالت أيضًا، وكذلك ’’سارة ماتيوس‘‘ نائبة المتحدث الصحفي باسم البيت الأبيض.
وذكر مصدران لرويترز أن ’’أوبراين‘‘ يفكر أيضًا في الاستقالة، وكذلك بوتينجر.
وقال أوبراين في بيان في وقت سابق الأربعاء: تحدثت للتو مع نائب الرئيس (مايك) بنس. وأضاف: فخور بالعمل معه.
وقال مصدر إن هناك أيضًا أحاديث داخل البيت الأبيض بأن ’’كريس ليدل‘‘ نائب كبير الموظفين قد يستقيل. وامتنع البيت الأبيض عن التعليق.
أوباما وكلينتون: ما حدث في الكونغرس أمر مخجل وتمرد حث عليه رئيس أمريكي
واشنطن: قال الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما إن ما حدث في الكونغرس أمر مخجل جداً وتمرد حث عليه رئيس أمريكي في منصبه.
وأضاف أوباما في بيان أن “التاريخ سيتذكّر أعمال العنف التي حصلت اليوم في الكابيتول، بتحريض من رئيس كذب بلا هوادة بشأن نتيجة الانتخابات، باعتبارها لحظة خزي وعار على بلدنا”.
وأضاف: “سنخدع أنفسنا إذا ما قلنا إن ما حدث كان مفاجأة تامّة”، ملقياً باللوم على قادة الحزب الجمهوري ووسائل الإعلام الموالية لهم لأنهم “غالباً ما كانوا غير راغبين في إخبار أتباعهم بحقيقة” أن بايدن حقّق فوزاً كبيراً في الانتخابات التي جرت في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر والتي ما زال ترامب يرفض الإقرار بهزيمته فيها.
و ندّد الرئيس الأمريكي الأسبق الديمقراطي بيل كلينتون باقتحام عدد من أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب مقر الكونغرس في واشنطن الأربعاء، معتبراً ما حصل “اعتداءً غير مسبوق” على المؤسسات الأمريكية.
وقال كلينتون في بيان: “لقد واجهنا اليوم اعتداءً غير مسبوق على الكابيتول وعلى دستورنا وعلى بلدنا”، معتبراً أن هذا الهجوم غذّته “أربع سنوات من السياسات المسمومة” والتضليل المتعمّد.
وأضاف أن “الفتيل أشعله دونالد ترامب وأشدّ الداعمين له حماسة، وكثيرون منهم في الكونغرس، بهدف إلغاء نتائج الانتخابات التي خسرها”.
وما زال ترامب يرفض الإقرار بهزيمته في الانتخابات الرئاسية أمام الديموقراطي جو بايدن الذي سيتسلم مفاتيح البيت الأبيض في 20 الجاري.
واقتحم أنصار لترامب مبنى الكابيتول الأربعاء ودارت مواجهات بينهم وبين قوات الأمن وعطلوا جلسة عقدها الكونغرس للمصادقة على فوز بايدن بالرئاسة.
ووصف الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أعمال العنف في مبنى الكونغرس بأنها “مأساة وطنية” ودعا إلى انتقال سلمي للسلطة.
وقال كارتر في بيان إنه منزعج من أعمال العنف.
المصدر: وكالات