ایکنا

IQNA

ناشطة قرآنية لبنانية لـ"إکنا":

ترسيخ العلوم القرآنية من أهم مهام حوزة السيدة الزهراء(ع) في لبنان

9:55 - June 12, 2022
رمز الخبر: 3486345
بیروت ـ إکنا: صرّحت مسؤولة القسم القرآني في دار القرآن والحديث في حوزة الزهراء(علیها السلام) التابعة لجامعة المصطفى (ص) العالمية، "الحاجة مريم علي بهجت" أن تعميق وتركيز وترسيخ العلوم القرآنية عند الطالبات حفظاً وتلاوةً وتدبراً وتفسيراً من أهم مهام حوزة السيدة الزهراء(س) في لبنان.

وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً مع مسؤولة القسم القرآني في دار القرآن والحديث في حوزة الزهراء(عليها السلام) التابعة لجامعة المصطفى (ص) العالمية، "الحاجة مريم علي بهجت".

بداية عرفت الحاجة مريم عن الحوزة قائلة: "حوزة السيدة الزهراء(ع) العلمية تختص بدراسة الفقه والمعارف الإسلامية والعلوم التفسيرية والتربوية حيث  بدأت الحوزة بتدريس الفقه والمعارف الإسلامية وبعدها تطورّت الدراسة في الحوزة وأصبح هناك إختصاصات متنوعة ومقاطع دراسية عليا كمرحلة الماجستر في تخصصات عديدة منها إختصاص تفسير علوم القرآن الكريم، وقد جمعت الحوزة بين العلوم الدينية والقرآنية فهي تُعنى بتعميق وتركيز وترسيخ العلوم القرآنية حفظاً وتلاوةً وتدبراً وتفسيراً عند الطالبات لتخرّج بعد ذلك مدرّسات متخصصات في القرآن الكريم".

وأضافت: "بما أن القرآن  له الإهتمام الأكبر وهو المصدر الأساسي للعلوم الدينية،  أنشات حوزة "السيدة الزهراء" (ع) دار خاصة بالقرآن والحديث في عام  2006 م، وهذه الدار خُصصت لطالبات القرآن الكريم، وبعدها تطور العمل القرآني في الدار في عام 2011م، وأصبحت الدار لها  شأن أكبر في التركيز على الدراسات القرآنية لطالبات العلوم الحوزوية  وتختص هذه الدار بالتحفيظ والترتيل والتجويد والآداء القرآني".

وأشارت الحاجة مريم علي بهجت الى دور حوزة السيدة الزهراء (ع ) في إستقطاب الطالبات والاهتمام بهنّ في تعميق وتركيز وترسيخ  العلوم القرآنية في نفوسهنّ وعقولهنّ حفظاً وتلاوةً وتدبراً وتفسيراً ليصبحنّ بعد ذلك مدرّسات في القرآن الكريم، قائلة: "تهتم دار القرآن والحديث التابعة لحوزة الزهراء(س) بالدورات التي تختص بقراءة القرآن الكريم في  تحسين الأداء القرآني ودورات الوقف والابتداء وعلم الصوت والنغم وأيضاً دورات "علم النبر" وغيرها  من الأمور التي تعمل على تحسين الأداء القرآني إلى جانب الحوزة التي  تقوم بتأهيل وإعداد مدرّسات للقرآن الكريم اللواتي تقمن بالتدريس في الحلقات القرآنية في الحوزة ضمن الحفظ والتجويد القرآني".

وتابعت الحاجة حديثها بأن "الحوزة  تصنع مربيات قرآنيات حافظات مرتلات  للقرآن تحملنّ في جعبهنّ كل العلوم القرآنية"، ومن ثم أضافت تعريفها عن نفسها قائلة: "أنا تلميذة حوزة السيدة الزهراء (ع) مجازة في الفقه والمعارف وحاصلة على الماجستر في تفسير علوم القرآن الكريم الى جانب حفظي الكامل للقرآن".

وقالت: "درست القراءات القرآنية وأجزت في قراءة رواية حفص عن عاصم عن طريق الشاطبية وعن طريق "طيبة النشر" وأجزت في قراءة "ورش عن نافع" وأجزت في قراءة  "قالون عن نافع" وما زلت أكمل باقي القراءات القرآنية العشر في العشرين رواية عن طريق الشاطبية وأعمل أيضاً على تحصيل إجازة أخرى في علوم القرآن الكريم وقد شاركت في  الدورة 33 من المسابقات القرآنية الدولية التي أقامتها الجمهورية الإسلامية الايرانية".

 وفي جوابها عن العوائق التي واجهت الدار أجابت: "هناك عوائق كثيرة واجهتنا خصوصا إننا نتابع الطالبة من  بدء دراستها لسورة الفاتحة حتى سورة الناس وهذا يتطلب مدة طويلة وطريقة مجودة ويحتاج الى عزيمة وصبر، فالطالبة تتابع معنا الى جانب دراستها الأكاديمية ومسؤولياتها الاسرية لذلك نشعر مع طالباتنا ونحاول ترغيب الطالبة معنوياً كي تتخطى الضغوطات النفسية التي تعارضها في الدراسة  وذلك عن طريق تقديم  دعم مادي وتحفيزات فالحوزة تهتم براحة الطالبة وتعمل على تخفيف الضغوطات المادية عنها وهناك أيضاً جائزة مالية للطالبة التي تنهي جزءا من حفظ القرآن فضلاً عن الهدايا الأخرى في المشاركة في المسابقات المحلية أو الدولية، ومن أولويات الحوزة راحة الطالبة". 
ترسيخ العلوم القرآنية من أهم مهمات حوزة السيدة الزهراء(س) في لبنان
وعن الطرق الأكثر سهولة في مسألة  الحفظ، أجابت: "الطريقة الأسهل لحفظ القرآن بعد خبرتنا التعلمية هو موضوع  تركيز الطالبة على الآيات القرآنية. الحوزة تركز على الطالبة في مسألة الحفظ عن طريق تفسير الآيات وفهمها لتساعدها على التركيز فيصبح الحفظ أسهل عليها، وأيضاً التكرار الجماعي في الصف يساعد على حفظ الآية  بالطريقتين التجزئية والكلية نقرأ كل جزء  على حِدا ثم  نربط الآية ببعضها البعض ونصورها لطالبة بحيث يبقى تركيزها حاضراً لدى المدرّسة".

وأضافت: "لدينا  طرق وأساليب أخرى تستخدم  داخل الحصة  لنجعل الطالبة متابعة لحظة بلحظة هذا التركيز يساعدها على الحفظ والفهم فلو كتبت المدرّسة على سبيل المثال آية ناقصة على اللوح  على الطالبة إتمامها وشرح ما أتمت من الكلمات الناقصة  بهذه الطريقة تجعل المدرّسة الطالبة مركزة في الحفظ، هذه الأساليب الحديثة نافعة في حصة التحفيظ والقراءات المتميزة لأنها تشد الطالبة إلى المتابعة".

كما وأكدت الحاجة في حديثها عن أهمية الحفظ بقولها: "الحفظ يعتمد على التركيز والتفسير فكلما كان القارئ على وعي وادراك وفهم الآية كلما كان الحفظ لديه أسهل وأفضل
عند مراجعنا وعلماؤنا  وخصوصاً عند سماحة السيد القائد (حفظه الله) مسألة الحفظ مهمة جداً وهي مقدمة أولى للتدبر والفهم حيث يكون فيها القارئ محيطاً بكل الآيات لانه يقرأ ويكرر وهذا ما يجعله يتمعن بالآية في كل مرة أكثر من مرة فالحفظ له أثر على سلوك الانسان فضلاً عن قراءته يصبح لديه إحاطة  "بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ" أي حامل القرآن في قلبه أفضل بكثير من أن يقرأ من دون الحفظ لأن الحافظ للقرآن  تتجسد أمامه الآيات في كل عمل يقوم به إضافة الى  أن قارئ القرآن اذا كان حافظاً يبدع ويحلّق في تلاوته ويوصلها إلى القلوب بشكل إبداعي لأن القرآن معجزة وكلما خضنا في آياته كلما زاد التمتع والفهم والإدراك في عقولنا والشغف في قلوبنا.

وعن مشاركة حوزة الزهراء(س) في المسابقات المحلية والدولية للقرآن الكريم، قالت: "لدينا مشاركات محلية سنوية في كل عام وقد حصلت طالباتنا على المراتب الأولى منها في لبنان ومنها خارج لبنان، فقد تسنى لبعض الطالبات المشاركة في مهرجان المصطفى (ص) للقرآن والحديث في الجمهورية الإسلامية الايرانية، هذا المهرجان تقيمه جامعة المصطفى(ص) العالمية بشكل سنوي وأحرزت طالباتنا درجات مهمة على صعيد العالم والمسابقة التمهيدية أيضاً شاركنا فيها في الجمهورية ونشارك في مسابقة جمعية القرآن الكريم للتوجيه والارشاد  السنوية في كل عام أيضاً ونحن لدينا مسابقة سنوية مهرجان المصطفى(ص) ويشارك  فيه الحوزات والمعاهد الثقافية وجمعية القرآن الكريم وقد أقيم لمدة أربعة سنوات وتوقف بسبب جائحة كورونا وسوف يستعاد إحيائه ان شاء الله في السنوات المقبلة. 
   
وفي ختام الحوار، قدمت الحاجة مريم نصيحة لطالباتها قائلة: "أتمنى على الطالبة الحوزوية الى جانب دراستها أن تعمل جاهدة لحفظ القرآن الكريم فالقرآن  يجري مجرى الليل والنهار، وتعلّم تلاوته وأدائه الحسن حبّ لا يوصف ينتقل معنا في كل عمل نقوم به يسعدنا ويسعد من حولنا".

captcha