ایکنا

IQNA

في حديث خاص له مع "إکنا"...

رجل دين لبناني يؤكد ضرورة بناء القواعد الفكرية على النهج القرآني

15:14 - October 25, 2022
رمز الخبر: 3488210
بيروت ـ إكنا: صرّح رجل الدين والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية "الشيخ مهدي الأحمر" أن القواعد الفكرية يجب أن تبنى على النهج القرآني، مؤكداً ضرورة التعامل مع هذه الحياة على أساس أنها مرحلة إعداد لعالم آخر هو عالم يوم القيامة.

وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً مع رجل الدين والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية، ومؤسس جمعية أجيال النور الخيرية في لبنان "الشيخ مهدي الأحمر".

وبداية بدأ سماحة الشيخ "مهدي الأحمر" التعريف عن نفسه قائلاً: "أنا الشيخ مهدي الأحمر الخادم العام لجمعية أجيال النور الخيرية المسؤولة عن معاهد أجيال القرآن، في عام 2011 ميلادي وفقنا الله تبارك وتعالى لنكون في خدمة هذه الأجيال في مجال تحفيظ القرآن الكريم, هذه الجمعية ابتدأت بمعهد واحد يحتوي على 100 طالب ثم تمددت لاحقاً في منطقة البقاع لتدخل الى أكثر من 40 قريةً و بفضل الله تعالى يستفيد منها أكثر من ألفين طالب وطالبة شتاءً وصيفاً ابتداء من عمر 4 سنوات وصاعداً والهدف الأساسي للجمعية في هذا المشروع المبارك هو أن تحفّظ هذه الاجيال القرآن الكريم كاملاً.

وتابع تعريفه عن الجمعية، "لقد أنشأت الجمعية 25 معهداً و3 كليات في مختلف قرى محافظة "البقاع" اللبنانية حيث يمر الطالب عندنا بمرحلتين أساسيتين في مشواره القرآني المرحلة الأولى هي مرحلة المعهد يحفظ فيها الطالب جزئين ضمن فترة تمتد من سنة الى سنتين بحسب الفئة العمرية، والمرحلة الثانية هي مرحلة الكلية يحفظ فيها الطالب بقية الأجزاء القرآنية لفترة سنتين ونصف وبالمحصّلة يكون الطالب بفترة 4 سنوات ونصف حافظاً لكامل القرآن الكريم هذا بالإضافة الى بعض الجوانب القرآنية تقدمها الجمعية من تفسير ومفاهيم وعلوم قرآنية و أحكام تجويد".

وفي معرض ردّه عن ما تقدمه الجمعية من نشاطات أجاب: "تقدم الجمعية لأجيالنا عدّة أنواع من الأنشطة النوع الأول: أنشطة إحياء الشعائر الدينية المتمثلة بالكتاب والعترة الطاهرة والنوع الثاني: الأنشطة الترفيهية حتى تبقى هذه الأجيال دافعة ومتحمسة في مشروع حفظ القرآن الكريم لكن للأسف تواجهنا".

وعن المعوقات التي تواجه الجمعية في لبنان قال سماحته: "هناك مجموعة من المعوقات وتمنعنا من التمدد خارج نطاق البقاع اللبناني ومن أهم هذه المعوقات هي المادية التي أصيب بها الشعب اللبناني بالأغلبية في هذه الأيام حیث نسأل الله تعالى أن تزيل هذه الغمّة عن هذه الأمّة ولتنعم هذه البشرية ببركات القرآن الكريم".

وفي معرض حديثه عن مشاركة الجمعية في المسابقات المحلية والدولية للقرآن الکریم، قال الشيخ مهدي الأحمر إنه بما أنّ جمعية أجيال النور الخيرية حدودها الجغرافية هي محافظة (البقاع اللبناني) فإنَّ مسابقاتها القرآنية محصورة بنطاقِ هذه الدائرة على أمل أن تتوسع دائرة مشاركاتها داخل لبنان و خارجه إنشاء الله.

وتابع سماحة الشيخ "مهدي الأحمر" حديثه بالإجابة عن الآثار الفكرية التي أثرت فيها الجمعية على المجتمع البقاعي مشيراً أن الآثار الفكرية و الاجتماعية بدأت تظهر في البيئة في صور متعددة أولاً: ظهرت بصورة بناء هذه الأجيال على قواعد فكرية قرآنية ونتعامل مع هذه الحياة على أساس أنها مرحلة إعداد لعالم آخر هو عالم يوم القيامة، والظهور الثاني: الإعتراف بحقوق الآخرين مهما كانت انتماءاتهم المذهبية والطائفية والفكرية ما دام أنّهم غير محاربين لله ولرسوله والمؤمنين.

وتابع سماحته: "أما على المستوى الاجتماعي فكان الأثر بارزاً من خلال ترجمة بعض المفاهيم القرآنية الى واقع عملي كمفهوم صلة الرحم ومفهوم الإحسان الى الآخرين ومفهوم الوقوف مع المظلوم بوجه الظالم ومفاهيم أخرى ترجمت على أرض الواقع ونحن نعمل ان شاء الله من أجل ترجمة كثير من المفاهيم القرآنية التي أصبحت للأسف في محتويات الكتب فقط من دون أن يكون لها محلٌ في عالم الخارج".

ووجّه سماحة الشيخ "مهدي الأحمر"نصيحة لأهالي الطلاب وطالبات القرآن قائلا": "أُوجه كلمة الى أهالي الطلاب المنتسبين الى الجمعية وكلمة الى نفس الطلاب كلمتي الى الأهالي أنّي أهنئكم على هذا الاختيار الصحيح لأبنائكم هذا الاختيار الذي تحرزون به دنيا أبنائكم وآخرتهم هذا الاختيار هو الالتزام الكامل بقول الله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ..." وفقكم الله و جعل ذلك في ميزان أعمالكم يوم القيامة يوم لا ينفعُ مالٌ ولا بنون إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم أمّا كلماتي لطلابنا حفاظ القرآن الكريم أنّ هذا الطريق الذي اخترتموه هو الذي يهديكم الى التي هي أقوى كما قال تعالى: "إِنَّ هَٰذَا ٱلْقُرْءَانَ يَهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا"،هو الطريق الذي يفتح عليكم خير الدنيا والآخرة ويحصنكم من مشاريع الفساد التي تطل برأسها على مجتمعاتنا الإسلامية من أجل إضلالها عن الصراط المستقيم كما قال تعالى "وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ".

وختم سماحته بالقول: "أحبائي الطلاب كلنا نردد في أيام عاشوراء الامام الحسين(ع) يا ليتنا كنا معكم فنفوزَ فوزاً عظيماً أنتم في مشروع القرآن الكريم مع أبي عبد الله الحسين (ع) لأنهُ عليه السلام استشهد من أجل القرآن الذي هُجر فلم يعمل به كما قال عليه السلام (الا ترون إلى الحق لا يعمل به، والى الباطل لا يتناهى عنه) أنتم في مشروع القرآن الكريم من أنصار الامام المهدي المنتظر (عج) ومن الممهدين لدولته المباركة إن شاء الله تعالى في هذا المشروع المبارك تجسدون وصية أمير المؤمنين علي (ع) "الله الله في كتاب ربكم الله الله في القرآن" و تجسدون ايضاً العمل بوصية رسول الله (ص) إني تَركتُ فِيكم الثَّقلين، ما إن تمسَّكتُم بهما، لن تضلُّوا: كِتابَ اللهِ، وعِترتي أهلَ بيتي".
عالم دين يصرّح أن القواعد الفكرية يجب أن تبنى على النهج القرآني

captcha