ایکنا

IQNA

کفیف مصری یحفظ القرآن كاملاً خلال 3 أشهر

15:01 - October 29, 2017
رمز الخبر: 3466525
القاهرة ـ إکنا: أتم الطالب المصري الكفيف، "عبد الله عمار محمد" حفظ القرآن الكريم كاملاً خلال 3 أشهر، وأتقن الإنجليزية ويدرس الفرنسية، وويتمنى أن يصبح مثل الشيخ الشعراوى.
کفیف مصری یحفظ القرآن كاملاً خلال 3 أشهر
وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، من وسط القرى الفقيرة يخرج دائماً النابهون من أصحاب الإرادة الحديدية ورغم كل ما يحيط بهم من ظلام وصعوبات إلا أنهم يقهرونها.. نحن أمام طفل قهر بموهبته الفذة ظروفه وحفر لنفسه مكانة متميزة ليرفع اسم بلده عاليا فى التصفيات النهائية التى جرت بين أكثر من 7 ملايين طالب يمثلون 25 دولة عربية.

وانه الطالب عبد الله عمار محمد ابن قرية عرب تل الجراد مركز بلبيس بمحافظة الشرقية والفائز بالمركز الأول على مستوى الجمهورية فى مسابقة تحدى القراءة العربى التى تنظمها وترعاها دولة الامارات.

فلم يكن والد عبد الله ذاك الرجل الذى يجلس أمام ابنه الكفيف بالمنزل ينعى حظه فى الدنيا أو ينتظر وصوله السن المطلوبة ليذهب للدراسة أياما معدودة كما يفعل كثيرون لكن هذا الأب وزوجته ساعدا الابن على تخطى ظروفه وأخذا بيده كما يروى والده عمار على تلقينه مبادئ العلوم وتعاليم الدين الاسلامى منذ صغره وحفظ القرآن وخصصا له من الوقت والاهتمام محاولين بذلك تنمية مداركه مما ساعده على التفوق والتميز والنبوغ والوصول إلى مرتبة رفيعة. 

وعبد الله طالب بالصف الخامس الابتدائى بمدرسة النور للمكفوفين عمره 11 عاما لكنه ليس كأى طفل عادى فى مثل سنه عندما تجلس أمامه تشعر وكأنك أمام معجزة حقيقية يتحدث بثقة تدهشك وهو يعبرعن نفسه وتشعر وكأنك أمام نهر من المعرفة، رجل على قدر كبير من العلم والنضج أثرته القراءة بفيض من الحكمه والأدب، ملم بجوانب عديدة.. تفوق عمره بكثير، يطمح أن يكون عالما صاحب رسالة يستأنف مسيرته بكل قوة وطاقة لخدمة وطنه وتنميته حتى عندما التقاه وزير التربية والتعليم لتكريمه وسأله عما يريد فضرب المثل الأروع فى الإيثار والحب لأهل بلدته، وبدلا من أن يطلب جائزة كالأطفال فى مثل عمره كان طلبه انشاء مدرسة بقريته الصغيرة الأمر الذى لاقى موافقة الوزير على الفور تقديرا له. 

ويضيف والده الذى كان له بالطبع أفضل الأثر فى تكوين شخصية ابنه: عندما أتم حفظ القرآن خلال 3 أشهر فقط وعندما تعلم القراءة بطريقة برايل أصبح أكثر نهما للتعلم والقراءة وكان له اسلوبه الخاص فى إعادة تلخيص ما قرأه وإعادة شرحه بطريقة سلسة مبسطة تشبه العلماء، وقد بلغ درجة من الحفظ للقرآن حتى يكفى ان تذكر له رقم الآية فيقرأها بالشرح وكافة القراءات وكذلك الحديث بالسند وهو عاشق للأدب العربى والتراث والتاريخ العربى والاسلامى وقارئ جيد لتاريخ القبائل وسير أعلام النبلاء وقد سبق تكريمه من قبل من رئيس الجمهورية فى مسابقة حفظ القرآن الكريم والذى فاز فيها بالمركز الاول وكذلك رئيس الوزراء وشيخ الأزهر فى مسابقات عدة حصل فيها على أولى المراكز.
کفیف مصری یحفظ القرآن كاملاً خلال 3 أشهر
شيخ الأزهر يكرم الطفل عبد الله عمار - ارشيفية

ويستطرد والد عبد الله عن عمق حب ابنه للوطن قائلاً: إن تفوقه دائما كان منبعه حبه لمصر ورغبته فى تمثيلها بشكل مشرف حتى أنه اجتهد كثيرا فى المسابقة الأخيرة للظهور بالمظهر اللائق والمزيد من التفوق لتشريفها وهو دءوب فى العلم لا يكل وبعدما تعلم اللغة الانجليزية وأتقنها بشكل كبير أقبل على دراسة الفرنسية باعتبارهما اللغتان الاساسيتان فى العالم مع العربية ليستطيع توصيل ما تعلمه للعالم والتعريف بالاسلام الصحيح فمعظم الدعاة يحتاجون لمترجمين لمخاطبة الجنسيات الاخري، أما هو فيريد توصيل الدعوة بنفسه.

وعن المسابقه يقول عبد الله أنه شارك من مصر مع ثلاثة ملايين طالب جمعهم حب القراءة حيث يأخذ التحدى شكل منافسة فى القراءة باللغة العربية يشارك فيها الطلبة من الصف الأول الابتدائى وحتى نهاية المرحلة الثانوية بالمدارس من مختلف دول العالم العربى يتدرج خلالها المشاركون عبر خمس مراحل تتضمن كل مرحلة قراءة عدد من الكتب وتلخيصها وبعد الانتهاء من القراءة والتلخيص تبدأ مراحل التصفيات وفق معايير معتمدة تبدأ أولا على مستوى المدارس والادارات التعليمية، ثم مستوى الدول وصولا للتصفيات النهائية وذلك بغرض تكريس عادة القراءة لدى النشء وتحويلها إلى ركن ثقافى أساسى فى المجتمعات العربية واستبدال فكرة التعلم بالحفظ والتلقين إلى التعلم الذاتى بالقراءة والاطلاع وتنمية الوعى العام، . هذه قصة طفل كفيف لديه ارادة فضلا عن الموهبة التى منحها الله له فأحسن التصرف ولم يلتفت لضعفه.

وحينما سألنا عبد الله عن أمنيته بعد كل هذا النجاح قال أتمنى أن استكمل مسيرتى وأن أصبح مثل الشيح الشعراوى وأنشر رسالة وتعاليم الدين الاسلامى فى العالم أجمع.

المصدر: بوابة الأهرام
captcha