وسورة "المرسلات" المباركة هي السورة الـ 77 من المصحف الشريف ولها 50 آية وتُصنف في الجزء التاسع والعشرين من القرآن الكريم وهي سورة مكية وتُعد الـ33 من حيث ترتيب نزول السور على رسول الله (ص).
وأُطلِق على هذه السورة المباركة اسم سورة المرسلات بسبب ورودِ هذه الكلمة في بداية السورة، حيثُ أقسمَ الله تعالى بها في أوَّل آية من السورة، قال تعالى: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا}.
ويبدأ الله تعالى السورة المباركة بالقسم قائلاً "والمرسلت عرفا؛ فالعصفت عصفا؛ والنشرات نشرا؛ فالفرقت فرقا؛ فالملقیت ذکرا".
وتشير سورة المرسلات المباركة إلى يوم القيامة وعلاماتها ثم تصنف الناس إلى مجرمين ومحسنين وتكشف عن مصيرهم يوم القيامة.
ومن مقاصد سورة المرسلات تصوير الأهوال التي ستحلُّ على الكون يوم القيامة، والحديث عن العديد من التغيُّرات التي ستطرأ على السماوات وما فيها وعلى الأرض وما فيها، ثمَّ تتابع الآيات بالحديث عن العذاب الذي عاقبَ به الله تعالى الأمم السابقة التي كفرت به، ويُشير إلى أصل الإنسان مذَّكرًا بذلك كلُّ من تسوِّلُ له نفسه أن ينسى أصله.
كما تتحدث هذه السورة عن قدرة الخالق في خلق الأرضِ وما فيها من آيات، قال تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا * وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُرَاتًا}، وتشير إلى المصير الأليم الذي سيلاقيه المجرمون في الآخرة، وتتحدَّث عن شتَّى ألوان العذاب التي ستحلُّ بهم، ثمَّ تجري مقارنة بين الكافرين والمؤمنين من حيثُ مصير كلِّ فريقٍ منهم وتذكُرُ النعيم الذي أعدَّه الله للمؤمنين.
ومن مقاصد سورة المرسلات أنَّها توجَِّهُ رسالةً توبيخيَّة تهديديَّة شديدة اللهجة قاسية للكفَّار، قال تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}، وذلك من أجل إظهار غضب الله عليهم لتكذيبهم الرسل في الحياة الدنيا.
وبحسب تفسير العلامة "الطباطبائي" للقرآن الكريم فإن يوم القيامة سيبدأ بانقراض الحياة البشرية ثم يقول أن الآيات 8 لغاية 12 من سورة المرسلات تصف يوم القيامة والتي تدل على نهاية الحياة البشرية.