وأشار إلی ذلك، الباحث الديني وعالم الإجتماع الايراني "الدكتور عماد أفروغ" لدی تعریفه بفکر الإمام علي (ع) في ندوة حملت عنوان "صیانة الإمام علي (ع) لبیت المال" مؤکداً صفات الحاکم العادل من منظور أمیر المؤمنین علي بن أبي طالب (ع).
وقال عن الإمام علی (ع) بحسب الخطبة 126 من نهج البلاغة " أَ تَأْمُرُونِّي أَنْ أَطْلُبَ النَّصْرَ بِالْجَوْرِ فِيمَنْ وُلِّيتُ عَلَيْهِ؟ وَ اللَّهِ لَا أَطُورُ بِهِ مَا سَمَرَ سَمِيرٌ وَ مَا أَمَّ نَجْمٌ فِي السَّمَاءِ نَجْماً، [وَ] لَوْ كَانَ الْمَالُ لِي لَسَوَّيْتُ بَيْنَهُمْ، فَكَيْفَ وَ إِنَّمَا الْمَالُ مَالُ اللَّهِ.".
ویشیر إلی إهتمام الإمام علي (ع) بالفقراء مؤکداً قول الإمام علی (ع) في الخطبة 53 من نهج البلاغة فی کلمة یوجهها الی "مالك الأشتر" اللهَ اللهَ فِي الطَّبَقَةِ السُّفْلَى".
وتجدر الإشارة إلى أن الهدف من مساعدة الطبقات السفلى في المجتمع ليس منحهم الصدقة، وهذه المسألة تختلف عن العطاء. الموضوع الذي يشير إليه الإمام علي (ع) هو "حق" هذه الطبقة. ويمكن الاستدلال من أقوال الإمام (ع) أن حق المظلوم والمحروم من حق الله، ومن مسئولية الحكام منحهم حقهم.
ويتحدث الامام علي(ع) في الخطبة الـ164 من نهج البلاغة عن أهمية الامام العادل ويقول: "فَاعْلَمْ أَنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللَّهِ عِنْدَ اللَّهِ إِمَامٌ عَادِلٌ هُدِيَ وَ هَدَى، فَأَقَامَ سُنَّةً مَعْلُومَةً وَ أَمَاتَ بِدْعَةً مَجْهُولَةً، وَ إِنَّ السُّنَنَ لَنَيِّرَةٌ لَهَا أَعْلَامٌ وَ إِنَّ الْبِدَعَ لَظَاهِرَةٌ لَهَا أَعْلَامٌ. وَ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ إِمَامٌ جَائِرٌ ضَلَّ وَ ضُلَّ بِهِ فَأَمَاتَ سُنَّةً مَأْخُوذَةً وَ أَحْيَا بِدْعَةً مَتْرُوكَةً".
وأشار إلی مقولة "الناس علی دین ملوکهم" أو " إذا تَغَيَّرَ السُّلطانُ تَغَيَّرَ الزمانُ" موضحاً أن الأئمة(عليهم السلام) لم یوافقوا علی تلك العبارة بل هناك حدیث عن الإمام الحسین (ع) تفید أن حکومة الظالمین علی المسلمین لا تحصل الا لصمت النخبة.