ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّةٌ...

الشخص الحازم ملتزم بالواجبات الشرعية والقانونية

17:47 - February 09, 2023
رمز الخبر: 3489886
بيروت ـ إکنا: الشخص الحازم، عَمليَّ، عقلاني، يركز على ما يجب فعله، يُتِمُّ أعماله على الوجه الأكمل، ولا يلهو بشيء يصرفه عن أهدافه، وهو شخص مُنَظَّم، ملتزم بالقوانين والواجبات الشرعية والقانونية.

ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "أَحْزَمُ النّاسِ رَأْياً مَنْ أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَلَمْ يُؤَخِّرْ عَمَلَ يَوْمِه لِغَدٍ".

الحَزْمُ: الجِدُّ في الأمر، والحَذَر من فواته، والحِرص على أدائه في وقته الملائم دونما تردُّدٍ أو تثاقُل، والعزم على استغلال الفرص المناسبة وعدم تفويتها، لأن فوات الفرصَةِ غُصَّة، وخسارة لا تُعَوَّض.

الحزم هو أحدى مهارات التواصل المهمة، فهو يساعد الشخص على التعبير عن نفسه بجدارة، والدفاع عن وجهة نظره، كما يساعده على تعزيز احترامه لنفسه وتقديره لذاته، وكسب احترام الآخرين، ويساعده على التخفيف من التوتر خصوصاً إذا كان يتولى مسؤوليات إدارية أو سياسية، لذلك فإن من أهم صفات الواجب القائد والمدير أن يكونا حازمَين في قيادتهما وإدارتهما.

وإذا كان بعض البشر يتميّز فطرياً بخصلة الحزم، فإن في مقدور غيره أن يكتسبه بالتدريب والتَّعَلُّم، وهذا ما يُفهَم من قول الإمام أمير المؤمنين (ع): "الحَزْمُ صِنَاعَةٌ"

والشخص الحازم شخص واثق من نفسه، يُقَدِّر ذاته، مؤمن بقدراته، يعرف ما يجب أن يفعله، يصون نفسه عن الرذائل والصفات القبيحة، حريص على أن يتوافق فعله مع قيمه وإيمانه، يفهم الحياة على أنها محطة على الطريق والغاية الآخرة، ويعلم أن الأيام منقضية، كلما مضت دقيقة مضت ببعض اليوم، وكلما مضى يوم مضى ببعضه هو، لذلك يحرص على ألا تضيع منه دقيقة فضلا عن ساعة أو يوم، فينجز أعماله في أوقاتها المحددة، ويفي بوعوده وعهوده.

الشخص الحازم، عَمليَّ، عقلاني، يركز على ما يجب فعله، يُتِمُّ أعماله على الوجه الأكمل، ولا يلهو بشيء يصرفه عن أهدافه، وهو شخص مُنَظَّم، ملتزم بالقوانين والواجبات الشرعية والقانونية، صارم في مواقفه، لا يلف ولا يدور، ولا يحابي ولا يداهن، صريح، واضح، وشَفّاف، شجاع يعبر عن قناعاته وآرائه بوضوح ودون مواربة، شديد السيطرة على أوضاعه، سلوكه إيجابي مع الآخرين، لا يعتدي عليهم، ولا يقبل منهم أن يعتدوا عليه، يترَوَّى في اتخاذ قراراته، ويستشير عندما يحتاج إلى ذلك، فإذا عزم على أمر توكَّلَ على الله ومضى فيه غير عابئ بما يكون من نتائج.

*ويجب أن أشير إلى أن الحزم لا يعني العدائية تجاه الآخرين ولا الدكتاتورية في اتخاذ القرارات، والسلوك الحازم ليس عدوانيا ولا قاسياً، فالحازم شديد الاحترام للآخرين، يقدِّرهم، ويعاملهم بحب، وينسج معهم علاقة مودة ومحبة، ويُصِرُّ على أن يُبدوا آرائهم، ويحترم الرأي إن كان مصيباً، ويعمل به، ولو كان من شخص مغمور.

الإمام أمير المؤمنين(ع) يذكر صفتين من صفات الشخص الحازم:

الأولى: أنه يُنجِزُ ما يَعِد به، فلا يُخلف وعداً، ولا ينقض عهداً، لأن من الحزم ألا يَعِدَ بما لا يقدر على الوفاء به، لهذا السبب لا يتعجَّل في وعد ولا يتسرَّع في عهد، ولا يتأثَّر بالأجواء المحيطة، ولا يحمِلُه شخص على ما لا يستطيع. 

الثانية: لا يؤَخِّر عملَ يومه لِغَدٍ، لأن لكل يوم عمل أو أعمال يجب إنجازها، فالتسويف والمُماطلة والتثاقل عنها ليس من عادته، ولا يتفق مع طبعه، وهو لا يدري هل يكون في الغد من على قيد الحياة ليتسنَّى له إنجاز ذلك الفعل؟

بقلم الكاتب اللبناني والباحث في الدراسات القرآنية "السيد بلال وهبي"

أخبار ذات صلة
captcha