ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّةٌ...

السُّرور يُحَسِّن القدرة على التفكير

16:20 - January 28, 2023
رمز الخبر: 3489712
بيروت ـ إکنا: السُّرور يساعد على تعزيز التركيز الذهني، ويُحَسِّن القدرة على التفكير، ويزيد من قدرة العقل، ويملأ البَدَنَ بطاقة إيجابية، وحماس قوي،  وهذا يؤدي إلى تحسين الأداء العملي، وزيادة مُعَدَّل الإنتاج، ويساعد على جودة النوم، ويحافظ على صحة الجهاز المناعي

ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "السُّرُورُ يَبْسُطُ النَّفْسَ وَيُثيرُ النَّشاطَ".

السُّرُورُ: انشراح في النفس وطمأنينتها، ولَذَّةٌ في القلب، سواءً كان لحصول منفعة، أو اندفاع ضَرَرٍ، عاجلاً أو آجلاً. ولا يكون السُّرُورُ إلا بما هو نَفع أو لذة على الحقيقة.

والسُّرُورُ: واحدة من الحاجات الأساسية للإنسان، وهي تنبع من طبيعته الإنسانية، والسُّرُورُ وإن كان هو وإن كان واحداً لدى جميع البشر لكن بواعثه تختلف من شخص إلى شخص آخر، حسب اختلاف بواعثهم، وعقائدهم، وموازينهم، فمنهم من يَسُرُّه الثراء، أو الجاه، أو السلطة، أو الإنجاز، أو العلم والزيادة فيه، أو الصحة، أو الولد، أو كثرة الأتباع، أو لقاء حبيب، ومنهم من يَسُرُّه رِضا الله والإقبال عليه، والتلذُّذ بعبادته، ومنهم من يُسَرُّ بآلاء الله ونِعَمِه القلبية والرَّوحانية، ومنهم من يَسُرُّه فعل الخير والإحسان إلى الناس، وتفقُّد الفقراء، وإعانة المحتاجين، وإرشاد الضالين وسوى ذلك كثير.

ويجب أن نعلم أن السُّرور وإن كانت تؤثر فيه الأحداث والوقائع الخارجية، لكنه ينشأ من داخل النفس، وقدرتها على التحكُّم بمشاعرها وعواطفها، وقدرتها على الاحتمال، بحيث لا تهتزّ أمام الزوابع، ولا تضطرب أمام الحوادث، ولا تلتفت إلى التوافه من الأمور، فضلا عن صفاء القلب، وقدرته على رؤية ما لا يراه صاحب القلب المُلَوَّث السقيم، وتساهم السيطرة على جيش الأفكار الذي يهجم على الإنسان من كل حدَبٍ وصوب، والإمساك بالتفكير وعدم تركه يشرد بعيداً في السلبية، وتركيزه على العمل المُثمر والمفيد تساهم بقوَّة في استجلاب السرور. 

مما سبق يتضح أن سِرَّ السُّرور يكمن في أن تكون لدى الشخص قوّة داخلية تجعل الحَسَنَ أحسَنَ مما هو، وتمنع الأسوأ أن يكون أسوأ مما هو، فقد لا يستطيع أن يتحكم في الظروف، أو يسيطر على الأحداث، ولكنه يستطيع أن يتحكَّم في أفكاره، فالتفكير الإيجابي يؤدي به إلى الفعل الإيجابي، والفعل الإيجابي يُنتِج نتائج إيجابية.

وللسُّرور فوائد عظيمة على بَدَن الإنسان ونفسه، فقد توَصَّل الباحثون إلى أن السُّرور يساعد على تعزيز التركيز الذهني، ويُحَسِّن القدرة على التفكير، ويزيد من قدرة العقل، ويملأ البَدَنَ بطاقة إيجابية، وحماس قوي،  وهذا يؤدي إلى تحسين الأداء العملي، وزيادة مُعَدَّل الإنتاج، ويساعد على جودة النوم، ويحافظ على صحة الجهاز المناعي الأمر الذي يُقوّي مناعة البدن، ويقوّي الجهاز الهضمي، ويُسَهِّل عملية التمثيل الغذائي مِمّا يجعل الشخص يشعر بخِفَّة بدنه لفترة طويلة، ويُبقي البَشَرة صحية وخالية من البُثور والبُقَع الداكِنَة، ويخفف من التوتُّر، بل يعدمه، ويساعد على تهدئة الأعصاب، ويقوّي عضلات الجسم، ويحمي القلب، والأوعية الدموية،  ويخفِّف من الصُّداع، ويحُدّ من الألم، ويزيد في متوسط العمر.

وقد اختصر الإمام أمير المؤمنين (ع) كل تلكم الفوائد العظيمة بقوله: "السُّرُورُ يَبْسُطُ النَّفْسَ وَيُثيرُ النَّشاطَ" وهذا يوجِب على الإنسان أن يجتهد في استجلاب السُّرور وأن يخلق الأجواء المناسبة لذلك، والابتعاد عن كل ما يجلب إليه الحزن والقلق والتوتر والكآبة ما أمكن، ولهذا جاء التأكيد الكثير في النصوص الشريفة على أهمية إدخال السُّرور على قلوب الآخرين، فقد رُوِيَ عن رسول الله (ص) أنه قال: "مَن سَرَّ مُؤمناً فَقَد سَرَّني، ومَن سَرَّني فَقَد سَرَّ اللَّهَ" ورُوِيَ عن الإمام جعفر الصادق (ع) أنه قال: "مَن أدخَلَ السُّرورَ على‏ مُؤمِنٍ فقد أدخَلَهُ على‏ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله، ومَن أدخَلَهُ على‏ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فقد وَصَلَ ذلكَ إلى‏ اللَّهِ، وكذلكَ مَن أدخَلَ علَيهِ كَرْباً"

بقلم الکاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي

أخبار ذات صلة
captcha